لو كان بمقدورك اختيار اسمك ..!!
من الكوارث الاجتماعية التي عانى و يعاني منها الكثير من البشر هي عدم مقدرة الفرد منّا على اختيار اسمه بنفسه و الذي هو ملكٌ له ، و ملازمٌ له طيلة حياته ، و حتى بعد مماته ، و هذا ما يجعل منه ضحيَّةً في أحيانٍ كثيرة لاختيار اسمٍ مَكّوكي ناجمٍ عن أعرافٍ جاهليةٍ و خرافاتٍ رجعيةٍ لا تمتّ للعقل و المنطق بصلة ، و هذا ما يجعل الكثير من الأسماء بمثابة اللعنة على أصحابها أينما حلّوا و رَحَلوا .
دائماً ما أقول بيني و بين نفسي : إذا كانت الأسماء بالمجان ، و نقرأ و نسمع عن أسماءٍ تشمئز الأذن لسماعها و يتنصّل اللسان عن النطق بها ، فكيف لو كانت الأسماء درجاتٍ و وفقاً لمعايير مختلفة ، و تُفرضُ عليها رسوم مالية بحسب تلك المعايير !! هل سيكون الحال أسوء ؟!.. لا أظن أن هناك حالاً أسوء من بعض الأحوال الموجودة .
ماذا لو خُيِّرَ كل شخصٍ منا في انتقاء اسمه ؟!.. هل فكَّر أحدٌ منكم في هذا الأمر ؟!.. ماذا لو لَم يكن اسمك هو الحالي ، ما الاسم الذي سوف تختاره لنفسك ؟!.. و هل باعتقادك أن اختيار الشخص لاسمه بنفسه أفضل من اختياره له من قِبَل الغير ؟!
هناك الكثير من الأولاد و البنات ممن يوجهون أصابع اللوم لأهاليهم لعدم اعجابهم بأسمائهم ، أين تكمن المشكلة ، أو ما هي المشكلة ؟! هل هي مشكلة ذوق أم مشكلة جيل أم مشكلة فكر ؟!
قد يجد البعض في اسمه بعض الحرج أو القبح أو القِدَم ، لكنه عندما يتأمل بعض الأسماء في بعض المجتمعات التي تبعد عنَّا بضعة كيلومترات سيحمد الله صبحاً و عشيَّة .
بين القبيح و المُحرج و الغير لائق ، ما هو الشعور الباطن لأصحاب هذه الأسماء ؟.. و كيف يتعاملون مع المواقف المُحرجة التي تصادفهم في حياتهم اليومية بسبب أسمائهم ؟؟.. و إذا كان لكلِ امرئٍ من اسمهِ نصيب ( كما يُقال ) ، فما هو نصيب هؤلاء من تلك الأسماء ((....)) ؟!
ماذا لو كان اسمكَ أو اسمكِ غير لائقٍ أو مُحرج أو قبيح ؟!.. هل ستفكر في تغييره ؟؟.. أم سترضخ له و تتقبّله و إن كان ذلك على مَضَضٍ في ظل صعوبة تقبّل المجتمع للاسم الجديد و في ظل صعوبة الإجراءات الرسمية لتغيير الاسم ؟!
نلحظُ أنّ بعض الموبوءين بهذه الأسماء يتعمَّدون الانسلاخ عن الأسماء المتعارف عليها إجتماعياً حال تسميتهم لأطفالهم ، و اللجوء إلى أسماءٍ قد تكون رائجةً في بعض الأوساط العربية ، فكيف نُفسّر هذا السلوك ؟!.. هل هو ردّة فعل من قِبَل الشخص نفسه إزاء اسمه الذي عانى منه ؟!