ما بين ( كِبْر ) السعودي و ( كبرياء ) الآسيوي !!
في مشهَدٍ لا أعلم في أيّ قالبٍ أضعه ، هل القالب الكوميدي أم التراجيدي ، يقف ذلك الرجل السعودي بسيارته ( الجيب ) أمام أحد محال التموين ، فيملأ الدنيا ضجيجاً بأبواق السيّارة ، حتى يُخرج البائع الأسيوي من محلّه ، و يأتي عند سيارته فيأخذ منه طلبه ثم يجلبه له برسم الخدمة ، و كل ذلك حتى لا يتكبَّد هذا السعودي المدلل عناء النزول من السيارة ثم المشي لبضع خطواتٍ إلى قلب المحل ثم أخذ غرضه و دفع الحساب عنه ثم الرجوع مرةً أخرى إلى السيارة !!.. لاشك أنه مجهودٌ عظيمٌ يستدعي حرق المحل بمن فيه و ليس فقط الشَطَطّ في استخدام الأبواق . كعادتي ، أثار الموقف فضولي ، و وقفتُ أتفرّج .
السعودي لا يزال مُصرَّاً على عدم النزول من سيارته و على إخراج البائع من محله بالأبواق ، و على ما يبدو أن تصرّفه قد استفزَّ البائع ، فأخذ في تجاهله و تجاهل الضوضاء الصادرة منه . شعرتُ حينها أن الموقف انحصر بين ( كِبْر ) السعودي و ( كبرياء ) الآسيوي ، فمع تجاهل البائع الذي حاول تبيان أنه صاحب مِرَاسٍ في هذا الموقف ، تَرَجَّلَ السعودي من سيارته آنفاً ، و عيناه تقدحان بالشَرَر ، و على وجهه تضاريس الحَنَق . دخل المحل و طلب من البائع علبة سجائر و دفع ثمنها و هَمّ بالرحيل دون أن يوجّه له أي لوم على عدم خروجه لخدمته و هو في سيارته ليقينه أن هذا الفعل غير منطقي .
نجد الكثير من الناس يسلكون هذا السلوك أمام محالّ التموين و أمام المطاعم و أمام محالّ الخضار و أمام مغاسل الملابس ، على الرغم من عدم حضاريته . فيبدو أن هنالك سوء فهمٍ لمفهوم الخدمة ، أو أن هنالك تعدٍ واضح لضوابط و حدود الخدمة . ناهيك عن كميَّة الطبقية و الاستعلاء المُتجسِّدة في هذا النوع من التصرّفات .