لو حاول رجل تسنيني.. هل سيجلد
بعد استيعاب الصدمة التي سببها حكم قضائي صدر بتوقيت ومكان خاطئين، سألت نفسي لو حاول رجل سني "تسنيني" هل سأجد من يجلده، تيمنا بموقف القاضي الذي أصدر حكمه ضد المرأة الشيعية في المحكمة الجزئية في محافظة القطيف، امرأة كل ذنبها أنها أرسلت بالخطأ إلى رقم يحمل هوية سنية - مع عدم إيماني بالتصنيفات المذهبية، أو الدينية-، إذ كانت الرسالة عبارة عن أرقام لمراكز شيعية.
ولو نظرنا بعكس عقارب الساعة، فهل سنجد ذات الموقف من قبل قاض مستعد للحكم على رجل سني بالجلد بتهمة تسنين شيعي...، حقيقة صعقت من الحكم القضائي، ومع أن الرسالة بعثت لذلك الهاتف لمرة واحدة، إلا أن الحكم صدر من المحكمة، وقضى بجلد الفتاة لثبوت ما أدعى به خصمها.
إن الأسئلة لا تزال تعلق بدماغي، وليسمح لي كل مواطن شريف بطرحها من دون تحفظ، هل يعتبر المذهب الشيعي الإثنى عشري في المملكة مخالفا للدين، وبالتالي فهو محارب، ومن يعتنقه من أبناء الوطن، أو يدعو له مجرم يجب جلده، وهل يوجد نص قضائي يوجب الجلد في القانون في مثل حالة المرأة الشيعية، ولو أني كشيعي رفعت دعوى قضائية ضد شخص سني أرسل لي أرقاما لمراكز سنية، فهل ستحكم عليه بتهمة تسنين الشيعة، ثم ما هذا الخوف الكبير من مجرد أرقام لن يستفيد منها أحد، إلا أن تعنى لها وقصدها بهدف الفائدة.
اعتقد أن منطقة الشرق الأوسط تغلي طائفيا، وأن هناك من البعض من يغذي الطائفية؛ كي تستعر بين الناس، وأن المستفيد الوحيد منها هو إسرائيل عدوة المسلمين والأحرار في العالم، ومن هنا أوجه رسالتي جيدا لمن يريد توصيلها بأن الشيعة باقية لا يتمكن أحد من سحقها، وأن السنة باقون لن يتمكن أحد من سحقهم، وأن على الطائفيين من أي طائفة كانت أن يعوا هذه الحقيقة، ويجنبوا بلادهم وأنفسهم وأطفالهم ونساءهم أهوال الاقتتال الطائفي الذي يتطور ليصبح حربا أهلية لا سمح الله.