عشق جماهير « مضر » سطر الأحرف بالكتب
كثيرا ما كتبت في امور تتعلق بالمضراوي ورسائل الي الجماهير ولكن ان تكتب عن «مضر» بقصة العشق فهذا امر يصيب بالارتباك فانت تكتب عن الكيان الذي لا حدود له لا تعرف من اين تبدا ومن اين تنتهي لذا حاولت ان امسك بخيط استطيع ان أعبر به عن المضراوي بعيوني....
سأعبر عن المضراوي بعيون المشجع العادي وبعيون أسرتي وأصدقائي وكل من تنتابهم تلك القشعريرة عندما يرون أعلام «مضر» ترتفع في الملاعب واللاعبون يجرون في بداية اللقاء لتحية الجماهير...
في مدرسة المضراوي.
في لحظات الغضب من المضراوي تعبر بعض جماهير «الأملح» عن سخطها وعن ندمها علي تشجيع «العالمي» وعن احساسها بان تشجيع مضر قدرها وعقابها فتشكو وتزوم...
والغريب أنها في كل مرة تنسه وتعود بشغف اكبر ولهفة اكبر..
بل ربما انها في نفس اللحظات الذي يلعن فيها حظه في تشجيع مضر تشتبك مع اي مشجع اخر يحاول ان ينال مضر بسوء.
ولكني لم ارتض من البداية تلك النظرة لم اتبرم يوما لم اشعر انه قدري رغم انه كان في البداية قدرا لكنه مع خبرات الحياة واتساع الرؤية الاجتماعية والرياضية تحولت الي عشق القدر وتحول الي قدر اختياري.
فلم اكن مقتنعا بقدرية تشجيع ناديا يستطيع الانسان في لحظة ان يعلن عكس هذا فالناس يتحولون عن اديانهم لذا ليس صعبا ان اتحول عن نادي اشجعه.
لذا كان استمرار التشجيع اختيار خالص عن كامل الاقتناع بل دوما اشعر مع قلة اختياراتنا في الحياة ان تشجيع المضراوي من الاختيارات الصحيحة القليلة التي اتيح لي اختيارها....
فأن تقف لتجادل عشرة افراد مستعينا بالحجة والمنطق متدربا على ان تفكر وان تواجه هي فرصة لا تتكرر كثيرا في عصر التعليم...
لا انسى عندما قال لي اول مدير لي كان يدربني في عملي في الإعلام اني ولدت لاكون إعلاميا وقتها تذكرت الساعات التي جادلت فيها في الشارع والمدرسة دون كلل او ملل عن المضراوي دون ان اردد كلمات ترضي من يجادولني لكي اصل معهم لمنطقة وسطى.
وكنت اظل في منطقتي في الحوار مفضلا ان اجادل وان استعين بذاكرتي وامثلتي عن ان اردد كلام رمادي يرضيهم.
فكرة ان تقرا ما بين السطور وان تقرأ النص دون تصديقه هي افكار تعلو بعقليتك عن مجتمع عاش علي التلقين واحترم النقل قبل العقل.
مدرسة الرومانسية لدى الملحان.
أجمل ما يعطيه المضراوي لجماهيره هو خليط المشاعر التي يمنحها المضراوي لمحبيه فالمضراوي يوفر لجماهيره قصة حب متكاملة ربما يقتات عليها البعض كبديل لصدمات قصص الحب الفاشلة في بدايات الشباب.
فجمهور «الأملح» يعشق ناديه مثلما يعشق الرجل امراة تستعصي عليه فهو يلعن اقترابه منها ويبكي دما اذا ابتعد عنها.
يلعن الظروف التي رمت به في طريقها ولكنه من الممكن ان يقاتل اذا شكك احدهم في حبه لها.
هي تركيبة غريبة لجماهير تعيش مع ناديها حياة كاملة...
فالمضراوي هنا اكثر من مجرد نادي لجماهيره هو جمهورية قائمة على المشاعر تتخطي فيها الاطراف حدودها فلا حدود للعاشق عندما يعشق وقتها تمحي الخطوط والحواجز ويذوب الكيان في الافراد ويذوب الافراد في الكيان.
ليتحول المشجع الي نسخه من ناديه مضر ويتحول النادي الي نسخه اخري من مشجعيه.
وأختم حديثي هذا: لم يصنع الكأس لنا إلا بحضور الجماهير وهي أمنية أن أراهم بكل مباريات « الأملح » عازفين طرب الفوز والبطولات.