أرأيت يا سيدي يحيى
ويرقد على السرير الأبيض الرجل الطيب وذو الدعابة الطفولية التي تحمل بين طياتها طهر الروح وسلاسة العنوان يحيى آل يتيم « أبو ياحو » في مستشفى القطيف المركزي.
في لحظةٍ كانت الآه على أفئدة القديحيين وهي تبصره متوسداً وجعه يعانق انتباه الروح لعشاقه، لهم من عشقوه وتغنوا باسمه، لطف كان اللقاء معه، أريحية ضحكته والكلمات..
إن المجتمع القديحي تفاعل تفاعلاً معتق بالحب تجاه هذا الشاب الذي استدعاه المرض ليكون هناك.
ربما لا ليس ربما وإنما من المؤكد أن يأخذ المتأمل هذه الحكاية التي أسميتها ذات عشقٍ بــ « حكاية عشقٍ وليس حكاية مرض »، نعم لم يكن هذا الرجل الطيب الذي كنا نداعبه وصغاراً ونعانقه كباراً في كل نصرٍ يحرزه كواسر مضر العالمي لكرة اليد، لا يسعك حين ترمق عيناها وهي تمتلئ بحبيات الدمع فرحاً يقتطع المسافات ليبعث في ذاتك العشقية ما هو العشق وما هي لذته.
يرقد على السرير الأبيض هذا الإنسان الطيب الذي أصبح المادة الإعلامية لدى أبناء القديح فلا تخلو ساعة من صورةٍ له يتخللها دعاء محبٍ بالشفاء العاجل..، يرقد على السرير الأبيض هذا القلب الطاهر كطهارة الماء لعناق لحظة الولوج في الضوء، يرقد على السرير الأبيض هذا الطيب الذي لا يعرف الكبرياء له سبيلاً ولم تكتنفه الدنيا بمغرياتها « إنه إنسان بسيط » ولكن « إنه الإنسان الكبير الذي دخل قلوبنا من أوسع الأبواب والنوافذ ».
أرأيت يا سيدي يحيى كيف تسابق العشاق لضفتيك كل يرجو أن ينال شرف التبرع بالدم إليك..
أرأيت يا سيدي يحي كيف لروحك تكسبني شرف الكتابة عنك، يا لطهرك، هل ترشفني قليلاً من ماء عينيك يغسلني ويطهرني لأحمل روحاً كروحك وقلباً كقلبك..
أرأيت يا سيدي يحي نبضات قلوبنا أكف رفعناها للسماء بأن يهطل المطر، ونراك بيننا نقاسمك البسمات ونهديك أجملها نبضات..
أرأيت يا سيدي يحيى كيف للآه أن تلهب العاشق وتمنحه ألف لغةٍ ولغةٍ ليكتب إن شاء أن يكتب وإن شاء الشعور..
يا سيدي يحي ها نحن نشتاق إليك فكن جلداً، كن بخيرٍ يطبب على جرحك وآلامك ظلاً وماء..
يا سيدي يحيى بكل أنة قلبٍ وكل نفحةٍ روحٍ وبكل الحب الذي منحتنا إياه نسأل لله سبحانه وتعالى أن يمن عليك بالصحة والعافية، ويخرجك من هذه الوعكة الصحية بخيرٍ وسلامةٍ لترجع لنا لترجع لقديحك التي احتضنتها فاحتضنتك..