Say no to violence against women.
حق الحياة «لا للعنف ضد المراة»
اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المراة الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام والذي اعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1981 بسبب اغتيال اخوات ثلاث من قبل الجمهورية الدومينكية عام 1968
العنف ضد المرأة بدأ منذ عشرات السنين ولا زال الألم مستمرا لكثير من النساء في العالم المعاناة باقية ببقاء سلطة الرجل الا انسانية بالنسية للمرأة. فالعنف منبوذ في جميع الأديان السماوية والمواثيق الدولية والأعراف. اذن على الجميع تغيير الثقافة السلبية السائدة في العقول وزرع الثقافة الأنسانية ثقافة المحبة.. العطف.. الألفة.. والأحترام لكينونة المرأة لأن العنف ضد المرأة يعوق التنمية.. ويمثل استخدام العنف ضد المرأة الوجه والصورة الأكثر بشاعة للتخلف الديني.. الاجتماعي والثقافي سواء كان العنف على الصعيد الجسدي.. النفسي او حتى الجنسي ولا يمكن تبريره ايا كان..
وعرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف بأنه اعتداء ضد المرأة والذي يتسبب بأحداث ايذاء أو ألم جسدي او نفسي للمرأة يشمل ايضا التهديد بهذا الاعتداء او الضغط او الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في اطار الحياة العامة او الخاصة.
كثير من النساء في العالم تعاني من العنف بشتى صوره المؤلمة في بلدان كثيرة سواء كانت بلدان غنية متحضرة متطورة او بلدان فقيرة بلدان اجنبية غربية او بلدان عربية وجميع تلك الدول تعاني من تكاليف العنف ضد النساء اقتصاديا فالكلفة باهظة الثمن في علاج نفسي وجسدي واماكن رعاية وايواء لهم وهذا يكبد تلك الدول خسائر مادية. وحسب منظمة الصحة العالمية ان العنف يسبب خسائر بعمر 15، 44 عام 7% وفيات من النساء سنويا على يدي ازواجهن.
اتيحت لي فرصة لأبحث عن انتشار العنف في امريكا وبالتحديد في المدينة التي اقيم فيها قابلت احدى المسؤولات عن استقبال النساء المعنفات وحمايتهن وقالت لي ان العنف ضد النساء منتشر في امريكا بشكل كبير ويشكل خطورة على سلامة المراة وخصوصا من الزوج وقالت انها تستقبل عشرات الحالان يوميا للاستماع ومد يد العون لهم وارسالهم لسكن خاص يكون محمي من الحكومة وبلا عنوان خوفا على النساء وتابعت كلامها الرجل الذي يعنف زوجته او نساء العائلة طبيعي مع الأخرين يمارس حياته الطبيعية وكأنه شخص يحترم المرأة وقالت ان من كل ثلاث نساء تقتل امرأة في العالم بسبب العنف وهذا يمثل كارثة للمراة التي تسعى لأن تعيش بسلام.
ففي امريكا %60 من العلاقات الزوجية تنتشر فيها حوادث العنف ومليون امرأة في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي يصل الى درجة الموت. 4 ملايين امريكية تقع تحت اعتداء خطير من قبل شريك قريب لها خلال سنة.
تتعرض 6 ملايين زوجة امريكية للضرب المبرح كل عام. وتموت اكثر من 400 زوجة امريكية جراء العنف الاسري سنويا %65 منهن قتلا بالرصاص على يد الزوج.
في المانيا تتعرض %52 من النساء للعنف.
تقتل واحدة كل اربعة ايام بيد زوجها في فرنسا.
في المانيا تلجأ 45000 امرأة سنويا لبيوت النساء هربا من العنف الأسري
العنف لا يختار دول دون اخرى ولا يختار اشخاص دون اخرين فالكثير من الرجال الذين يستخدمون العنف ضد المرأة يمتلكون اعلى الشهادات ويمتلكون ثقافة عالية وايضا التدين ولكنهم يمتلكون قلوب لا تمثل الانسانية. في بلادنا العربية عانت النساء من العنف الشديد الى درجة القتل ايضا
وحتى لو وجدنا احصائيات لكنها لا تمثل الحقيقة بل جزء بسيط جدا لأن معظم النساء في بلادنا العربية عامة ودول الخليج خاصة تحسب حساب المجتمع والعرف والتقاليد التي هي قيود تقيد المراة بحيث تبقى خاضعة ولو على حساب سلامتها وهناك امور اخرى بعيدة عن حقوق المراة التي اكرمها الأسلام وامر بأحترامها واحترام انسانيتها.
لنبقى مع الدول العربية والأحصائيات
الجزائر 6.985 حالان عنف ضد النساء خلال تسعة اشهر من عام 2014.
%47 من النساء يتعرضن للضرب في الأردن
في مصر ننعرض امرأة واحدة من كل ثلاث نساءللضرب من الزوج
في لبنان حالات العنف في تزايد مستمر
اما في الهند 8 نساء من عشر ضحايا العنف
%95 من ضحايا العنف في فرنسا نساء
في كرواتيا استطلاع شمل 3000 رجل اعترف %85 منهم بأنهم ضربوا نساء سواء من داخل العائلة او خارجها.
نسبة عمليات قتل النساء على ايدي ازواجهن 50 % من اجمالي عمليات القتل في بنجلاديش
في بريطانيا يتلقى رجال الشرطة مكالمة كل دقيقة من النساء اللاتي يتعرضن للعنف داخل المنزل طلبا للمساعدة.
اذن المجتمعات باختلافها تمتلك ثقافة النظرة الخاطئة لقيمة المرأة كأنسانة وهذا احدى اسباب تفشي ظاهرة العنف في كثير من المجتمعات.
بعض المجتمعات بسبب الجهل والتخلف الثقافي بعدم معرفة معادلة التكامل لصنع الحياة بين الرجل والمرأة.. وفي مجتمعاتنا العربية هناك توظيف سيئ لسلطة الرجل داخل الاسرة فهو الأمر الناهي ولا رأي لكثير من النساء. ايضا من اسباب العنف العادات والتقاليد الأجتماعية الخاطئة. واهم سبب الذي اؤكد عليه ضعف المرأة في المطالبة بحقوقها الانسانية والعمل على تفعيل دورها الاجتماعي.. الأقتصادي والسياسي.
الأزمات الأقتصادية لها دور ايضا بسبب الفقر والبطالة ويحتل العامل الاقتصادي %45 من حالات العنف ضد النساء.
الحروب وتداعياتها وما تخلفه من ثقافة العنف.
تدهور التعليم والتربية والصحة البيئة الذي يشمل نمو وتطور المجتمع.
اذن لنتأكد ان العنف ضد المرأة يخلف ويلات كثيرة.. تدمير المرأة نفسها التي هي نصف المجتمع ومربية النصف الأخر فبالعنف تفقد ثقتها بنفسها والأخرين تبقى مهزوزة المشاعر عدم شعورها بالأمان الذي هو جزء اساسي في تربيتهم كره الزواج وفشل المؤسسة الزوجية الأسرية وتفشي حالات الطلاق التفكك الأسري وانعكاسه على الابناء من خلال تفشي حالات العنف بينهم في المحيط الاجتماعي او يسبب لهم العزلة والقلق والأحباط الذي يبقى لسنين عمرهم اذا لم يعالج وتعالج مشكلة العنف ضد النساء.
اذن العنف حالة وانعكاس مغاير لفطرة الانسان الذي يجب ان يكون مثال الرحمة ومنبع المحبة للمرأة وبر الأمان الذي تسكنه بفيض الحنان العنف يمثل حالة مرضية للرجل الذي يعنف المرأة ويجب ان يعالج.
وعلى المؤسسات المدنية والخبراء والباحثين ان يبحثوا عن حلول دائمة لقضية العنف ضد المراة بوضع قوانين حازمة انسانية تحمي المرأة من تفشي ظاهرة العنف في مجتمعنا وعلى الدولة سن تلك القوانين لحفظ انسانيتها وحقوقها التي تسعى لها بحق الحياة المطمئنة السعيدة.