القديح الجريح والموقف المسؤول
اللهم تقبل منا هذا القربان لذلك القربان الذي وضعت الحوراء زينب يدها تحت جسده على أرض كربلاء ونظرت الى السماء وقالت « اللهم تقبل منا هذا القربان »
قرابيننا على موعد الولادة والاستشهاد في حضرتك سيدي أبا عبدالله.. هنيئا لهذه الارواح التي حلقت وهامت في روحك « وأجسادكم في الاجساد وأرواحكم في الأرواح »
دماء شهدائنا وجرحانا غالية أتعرفون لماذا لانها معجونة بحب آل البيت الذين طهرهم الله تطهيرا ولانها في ذلك اليوم كانت مخصوصة للحسين ريحانة الرسول ومن أجله
ولانها لا تقدر بثمن ولا تعادلها كنوز إننا لمحزونون عليها ونستنكر اليد الإرهابية التي طالتها وفجرتها.
وإن هذا التفجير الإرهابي الذي حدث في مسجد الامام علي بقرية القديح وهم واقفون أمام الله وفي بيته وفي جمعته وفي يوم ميلاد حبيب رسول الله والذي كان حصيلته 21 شهيدا وأكثر من 100 جريح كانت ثمرة عدة أدوار منظمة ومدروسة من عدة جهات مجتمعه أو منفردة:
المؤسسات الدينية: التي أصدر علمائها الفتاوى التحريضية ضد المذاهب وخاصة الطائفة الشيعية.. وتابعتها أصوات المنابر والتي صدحت بأعظم الالفاظ التي تشم منها رائحة الفتنة والحقد فشحنت النفوس وهيأت العقول لمن له شهية القتل والتلذذ برؤية الدماء.
الماكينة الاعلامية: على معظم وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها في عملية استنفار مخططة بثت أبشع المعاني والمقاصد المحرضة ونفثت كل ما بها من غل وكره
هذه جملة من بعض التغريدات التي رصدت وتداولت من مواقع التويتر
في تغريدة الى أنس آل الشيخ «اللهم عليك بالشيعة في كل مكان اللهم زلزل الارض من تحت أقدامهم اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك» خطبة جمعة امام الرياض في نفس يوم الحادثة 4شعبان 1436هـ
د. محمد البراك «الرافضة في بلادنا أقلية تخالفنا في أصول الدين وفروعه وإظهارهم لشعائر دينهم يتضمن الطعن بدين الاسلام وعظمائه فيجب منعم من إظهار شعائرهم»
محمد عبد الكريم «لقد أخترت أن أقف ضد الشيعة ليس لخطرهم على مسلم أو غير مسلم بل لأن هذا الصنف البشري أصبح جرثومة على البشر»
د. عبد العزيز الفوزان «تاريخ الشيعة مليء بالإجرام والخيانة حروب وتدمير وقتل واغتيالات وتواطؤ مع أعداء الأمة حتى التسميم والسحر للمخالفين قاتلهم الله أنى يؤفكون»
د. ابراهيم الفارس «الروافض كفار لاتحتاج لدليل على كفرهم فالشرك الاكبر معتقدهم والمجوسية دينهم»
هذا غيض من فيض صفحات تويتر تكاد تغص بتحريضاتهم
أما الصحف المحلية وكأنها وظفت لهذا الشأن وليس هناك حديث غير الرافضة والمجوس أبناء الطائفة الشيعية.. تفننوا وأبدعوا في رسم الكاريكاتير الذي يشحن النفوس بالبغضاء. وكتبوا المقالات الطائفية ففي جريدة اليوم مقال تحت عنوان عودة الغزو الباطني للمدعو ناصر القفاري العدد 15293 يوم الاربعاء بتاريخ 10 رجب 1436هـ المقال يحرض على مكون أساسي من مكونات المجتمع ويشكك في وطنيته وانتمائه
المناهج الدينية: التي توصف جزءا من أبناء هذه الارض الشيعة بالشرك وتدرسها لابناء الطائفة نفسها وهدفها زرع الفرقة بين أبناء الوطن.
المحطات الفضائية: المحرضة كقناة وصال والتي تشعل النار في الحطب وتصب عليه الزيت بسمومها الطائفية ومثلها كثير
فأين لكل ذلك من أن لا يجد الارهاب له منفذا وجوازا للعبور لتنفيذ تطلعاته ووحشيته اللاانسانية!!!!
ثم الا يدرك هؤلاء إن المسلم كله حرام دمه وعرضه وماله وإن كل من شهد الشهادتين تطبق عليه كل أحكام الاسلام وتشريعاته!!!!
غير إن علماء ومثقفوا الشيعة يتحملون دورا كبيرا.. فلقد خذلونا بمواقفهم الضعيفة في تفجير الدالوة التي لم ترقى لمستوى الحدث.. اتسمت مواقفهم بالمجاملات والمسكنات والمهدئات والوعود التي لم يتحقق منها شيئا...
نتمنى على علماء ومثقفي أهل القديح أن يقفوا المواقف المشرفة والمطالبة بما يحقق للطائفة كرامتها وأمنها ويتولون الصدارة في إبراز المواقف ولا ينوبون عنهم من يتحدث بمواقف تضيع حق هذه الدماء الذكية الطاهرة وتسرق الحدث وتتبناه لفكر عاجز
نبارك لجميع العوائل هذه الدماء الذكيه والتي تزيد أرض القطيف طهارة ونورا ونعزي سيدي صاحب الزمان عج الله فرجه ولجميع العوائل الكريمة خاصة ولأهل القطيف عامة وأن يمن على الجرحى بالشفاء والعافية
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ «169» فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ «170» سورة آل عمران