سيهات المبدعة
سيهات البلدة الصغيرة التي كانت أقرب إلى الدمام، سرعان ما تحولت إلى مدينة التحمت بها، مثّل الفن التشكيلي فيها عدد من أبنائها الطموحين الذين رسموا أسماءهم بجهدهم وقدراتهم وإخلاصهم وحبهم للفن.
كان نادي النسور والذي تسمى بالخليج فيما بعد محطاً للموهوبين فرعاهم وشجعهم، بل نظم لهم رحلات إلى بعض البلدان القريبة كالكويت، كانت معارض مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية محطة مهمة في مسيرة أولئك الفنانين الشباب حينها، بعضهم أخذه طموحه لتعلم الفن في الخارج على حساب الدولة، فكانت إيطاليا محطة لتعليم الفنان كمال المعلم في إحدى أكاديمياتها العريقة، كما كانت الولايات المتحدة الأميركية محطة درس الفن فيها الفنان عبدالله المرزوق.
لم يستكمل عبدالله مهدي أحمد دراسة الفن لكنه بقي فناناً مميزاً، كما تميز علي حسن هويدي مبكراً، وقد خط لنفسه أسلوباً يستوحي ويوثق مظاهر وحياة مجتمعه، برز اسم المعلم من خلال حضوره الشخصي في مناسبات محلية ودولية آخرها في الصين وغيرها.
خلاف عروضه الشخصية داخل المملكة وخارجها، وقد تقلد رئاسة النشاطات الثقافية في مكتب رعاية الشباب بالشرقية بعد عمله أخصائياً للفنون التشكيلية بالمكتب، كما كان حضور المرزوق داخلياً وخارجياً وتقلده أخصائياً في مكتبي رعاية الشباب بالقطيف والدمام.
ظهر في سيهات عدد من الفنانين والفنانات في مجال الفن من بينهم عبدالمجيد الجاروف ومحمد السيهاتي وأزهار المدلوح ورجاء الشافعي وآخرون، تميزت أعمال المعلم برمزية الحصان رسماً ونحتاً، كما استوحى المرزوق من العمارة وأحداث الخليج وفق توجه تقني تحديثي.
وتنوعت أعمال المدلوح بين النحت والرسم كما كانت أعمال السيهاتي وثائق ترصد بعض المشاهد المحلية في مدينته، أما هويدي فكان يرسم مظاهر محلية مع أعماله التركيبية التي توظف الموروث الإسلامي.