أنا وأنتِ والنظرة الأخيرة

أراكِ، أرى وجهك الساطع الملائكي

بين حروفي في ورقتي التي أكتب فيها

أتذكر صورتكِ بسمات ثغرك

أسنانكِ البيضاء، حديثكِ الضاحك، كلامكِ الذي لا يمل...

 

أراكِ، وأنت تلبسين عباءتك ِ تهرولين

إلى الإحسان إلى ملاقاة الأخوة، الأحبة

الجيران؛ كيف ترسمين على محياهم البهجة

وعلى وجوههم نظرة النعيم حين يرونكِ

وقد ملأتِ عليهم المكان فرحاً وسروراً.

 

أراكِ، تنعمين في غمرة السعادة والهناء

حين دخولنا عليكِ وأنت جالسة

تنتظرين دخولنا عليكِ بشغف ولوعة

لتسألين أين أنتم لماذا تأخرتم؟

فأنا قد تزين قلبي بالوله لدخولكم.

 

أراكِ في مخيلتي تتكئين على القمر

فأحتار أيكما أشد جمالاً ونوراً

أنتِ أكمل أنتِ أجمل أنتِ أطيب

أطيب لصفاء روحكِ لنقاء سريرتكِ

لأنك ينبوع الجمال الإنساني والكمال الآدمي

أراكِ وقد أصبحتِ شاحبة الوجه

ذابلة اليدين تتكئين على عصاك بدل القمر

قد أخذ منكِ الضعف مأخذه

وقد تسربلتِ وتغطيتِ بالسكون والركون

قد استسلمتِ لنداء العجز وركنتِ للقعود

 

أراكِ حُملتِ على آلة حدباء

بأيدٍ تطاولت لحملها وهي تهلل وتكبّر

وعيون ملؤها الدموع لا تكف منها

أعياها الصبر لفراقكِ وهي تهيل عليك التراب وتلقي عليك النظرة الأخيرة.

رحمك الله يا أمي

محمد المبارك