المثل الشعبي وأقلام الكتّاب
الاهتمام بالتراث الكلامي إن صح التعبير والكتاب في تعميق وتأصيل للموروث والحفاظ عليه من الاندثار وهذا يشمل كل ما له علاقة بالتراث ومن ذلك الأمثال الشعبية ففيها إبقاء على المخزون اللفظي لذلك الشعب أو تلك المنطقة.
ولذلك انبرى من له باع من كتّابنا ومثقفينا في هذا المجال لجمع هذه الأمثال والحكم والأقوال ليتناولها ويتداولها الأجيال لتبقى وحتى لا تتلاشى ؛ تبقى لتشكل إثراء في الألفاظ وكنزاً في الأمثال والأقوال.
ولذلك اهتم عدد من كتّابنا سواء على مستوى العالم العربي أو المملكة العربية السعودية أو الاحساء لحصد مثل هذه الأمثال والأقوال وتدوينها في كتب يصل بعضها إلى عدد من الأجزاء والمجلدات ، ومن ذلك :-
- الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب :-
الكتاب يتكون من تسعة أجزاء للكاتب السعودي عبد الكريم الجهيمان ، وقد جمع في الكتاب أكثر من ثمانية آلاف وخمسمئة مثل مرتبة بحروف الهجاء ، ومنها :-
= (اللّي له قرش ياخذ ريال ، يضرب للنزاهة وإعطاء أرباب الحقوق حقوقهم.
= اصبر من الحصا ، يضرب لمن يمسه الكثير من الظلم ويصبر.
= أرحام تدفع وأرض تبلع ، يضرب للزيادة التي يقابلها النقص)(1)
ويتميز الكتاب بكثرة الشواهد لاسيما للشعرية منها.
- ما قل ودلّ 4000 من الحكم والأمثال ، قاسم عاشور ، وهذا الكتاب يشتمل بالإضافة إلى الحكم والأمثال كذلك على الأقوال المأثورة وغير المأثورة ويحتوي على ثلاثمائة وثمان صفحات من القطع المتوسط.
وكذلك من الكتب الجيدة في هذا المجال كتاب :-
- قاموس الأقوال شرقاً وغرباً - شعراً ونثراً لأنطوان قيقانو وميشال مراد ، وهو مجلداً ضخماً يحمل في طياته سبعمائة وثمانين صفحة وهو بحق كتاب رائع جداً تحتوي كل صفحة منه على ما لا يقل عن عشر أقوال أو أمثال في المتوسط الغالب منها قصير مما يساعدك على حفظها بشكل سريع ، ومما جاء فيه :-
= (من اتكل على زاد غيره طال جوعه ... مثل عربي
= عندما يدخل الثأر من الباب تخرج العدالة من المدخنة ... مثل تركي
= تُقبل الثروة كالسلحفاة وتذهب كالغزال ... مثل فارسي)(2)
- معجم الأمثال العربية القديمة للدكتور عفيف عبد الرحمن الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود وجامعة اليرموك.
والكتاب عبارة عن مجلدين يجمع فيهما المؤلف أكثر من سبع آلاف مثل ، صدر الكتاب عن دار العلوم بالرياض.
أما من الاحساء فتطالعنا بعض الإصدارات أيضاً في هذا المجال لأن الاحسائيين كغيرهم كما قلنا اهتموا بهذا الجانب المهم ، ومن بينهم :-
- كتاب أمثال وأقوال من عامية الاحساء وهو مرتب بحروف الهجاء ويقع في تسعمائة صفحة وواضعه هو الأديب الاحسائي الكبير محمد بن حسين بن الشيخ علي الرمضان (بوسمير) (رحمه الله) وكانت طبعته الأولى عام 1435هـ ، الناشر مؤسسة الكوثر للمعارف الاسلامية ، ومما جاء في هذا السفر الثمين :-
* (أحر ما عندي أبرد ما عنده ، يشير المثل إلى تفاوت الناس أمام الحدث الواحد
* إذا وافقك الخير وافقه ، تقال في إقناع الشخص بالموافقة على شيء فيه نوع من المنفعة.
* أمر الله شق الجربة ، قيل في حادثة خاصة تنوسيت مع الزمن شأن الكثير من الأمثال)(3).
- قاموس الأمثال والكلمات السائرة في الاحساء (قراءة في دلالات الأمثال الأحسائية) :-
يتكون الكتاب من ثمان مجلدات لمؤلفه المهندس عبدالله بن عبد المحسن الشايب ، الناشر دار الآفاق العربية ، مصر القاهرة ط 1445هـ - 2024م.
وقد جمع فيه المؤلف عدداً كبيراً من الأمثال والكلمات السائرة في الاحساء يصل العدد إلى أكثر من اثني عشر ألف مثل وكلمة.
وهذا دليل كبير على الثراء اللغوي عند أهل الاحساء كما يقول ويوثّق لذلك المؤلف (4)
وفي هذا الكتاب لا يكتفي المؤلف بسرد الأمثلة وفيماذا تضرب وتقال بل يسوق دلالاتها وعلاقتها بموضوعاتها ، وذلك من خلال بعض الكتابات والبحوث ، ومن ذلك :-
- (لهجة الاحساء وعلاقتها باللغة العربية المشتركة ، محمد صالح المشاجرة.
- الزمان والأمثال الأحسائية.
- البحر والأمثال الشعبية ، ( السفينة بنوخذتين تطبع - أخذنا بشراع ومجداف -).
- التمر والأمثال الشعبية ، ( التمر مسامير الركب - أسود كأنه تمر وصيلي)(5).
هذا استعراض سريع ينم عن اهتمام الكتّاب العرب أجمع بالموروث اللغوي عموماً والشعبي خصوصاً لاسيما الأمثال والأقوال منها ويندرج تحت ذلك الاهتمام العربي ، الاهتمام السعودي أيضاً ومنه الاحسائي الذي كتب فيه المثقفين الاحسائيين الشيء الكثير للحرص عليه والحافظ على هذه الأمثال والأقوال من الأفول والاندثار.