ثورة الياسمين*
لتونسَ وجهُ نبيٍّ.. حبٌّ نبيٍّ.. عطرُ نبيٍّ..
وشخصٌ يُسمى محمدْ.
يحمل في يدهِ كسرةَ خبزٍ، طعمَ حليبٍ، وآهً قديمهْ.
محمدُ هذا: نبيٌّ من العشبِ يُشعلُ بالنارِ معجزةً،
صلاةً تحرر من دمنا كلّ شكل البغاءْ.
يموتُ محمدْ.
فتحيى شعوبٌ، ويهرب مثل رصاصٍ كلُّ بغيٍّ زنى في تراب العربْ.
وهل كنتَ إلا وحيَ إلهٍ يُسددُ ثورته في جبين الطغاةِ
أنا مثل كلّ شريدٍ تمنى احتراق الحطبْ
يموتُ محمدْ.
وبين رصاصٍ وحرقٍ رأيتُ حياتكَ تعبر فينا، وطعمَ دخانكَ حلماً
يمرُّ على رئتينا، وبؤسَ لياليك يكسرُ خوفَ يدينا.
يعيش محمدْ.
ونارُ لياليهِ تبقى، كشعلة وردٍ يفوح على دفئه الياسمينْ.
هنالك تشتدُّ روحي..
وخلف قميصكَ أشعِلُ عمري؛ لعلّ نسميكَ يلهبُ جمري..
لعلّي سأحملُ بعضي إليك، أقبلُ كلتا يديكَ وأمضي إلى حيث يبكي الصغارْ.
ينامون بؤساً، وتحت الحصارْ.
سأحرق يا رب نفسي.
محمدُ للنار أمضي، فبردا سلاما تكون عليكَ
وخلف عظامكَ يكبرُ اسمي.. شهيدا أراكَ، وتونسُ باتت تراك شهيداً..
شهيداً تراكْ.
لتونسَ وجهُ نبيِّ أطلّت حكاياته فوق عمر العربْ
كنجمٍ أذابَ جليد البغاءِ، فأمسى لحريةٍ من ذهبْ
وحيث حناجرِ شعبي "أريدُ الحياةَ" فلا بدّ من سريان الغضبْ.
محمدْ.
يعيشُ محمدْ.
فقلبي محمدْ
وكُلّي محمدْ
وهذي الأيادي بقبضاتها الساهراتِ..
محمدْ.
محمدْ.
محمدْ.