«يتيم من غرفة الولادة » الحلقة الثالثة
آه منكِ يا زهراء.. أعدك بأنني سأشتري له الدراجة وسأهتم به وأقدم له كل شيء.. سأملأ حياته بالحب والحنان وسأفرغ له قلبي.. هذه أمنيتي منذ كنت شابًا كنت انتظر أن أكون أبًا أحمل ولدي على صدري وأتنقل به بين أصحابي وأقول أنظروا هذا ولدي.
آه متى تنتهي شهور الحمل ويأتي ولدي علي ويحقق أحلامي.
تعدُني بأنك تهتم به!! فقلبي مضطرب ومشغول عليه وكأني أره سيحل محلي في قلبك ويأخذ منك هذا الحب عني كما وصفت!.
لا لا يا زهراء حبكِ سيبقى في قلبي وهو من يزول وتبقين أنتِ مغروسة فيه تنعمين بالمحبة وسترين مستقبلا كيف أفرغ قلبي لكِ قبل مجيئه!.
زهير لا تنسى يوم غدٍ موعدنا مع الطبيب للتصوير.
آه.. لقد نسيت وغدًا عندي موعد مع رئيسي في العمل وسأنهيه مبكرًا وأعود لك قبل الظهر.
رنَّ هاتف زهراء.. فأجابت قائلة: ألو.
رد عليها زوجها صباح الخير.
صباح النور لقد تأخرت وبقي القليل من الوقت لعله لا يكفي للذهاب للمستشفى!!.
خليكِ جاهزة أنا في طريقي إليك بعد ربع ساعة سأكون عندك لكي نتوجه للطبيب.
لا تتأخر.
صعدت زهراء في السيارة وأغلقت الباب وقالت لم تأخرت؟.
قال: صباح الخير يا ولدي!.
ردت عليهِ زوجته أراك بدأت بالتمييز من الآن وأنا ليس لي صباح الخير؟.
صباح الخير لكِ وإلى ولدي.
زهير لا يهم صباح الخير في هذا اليوم أرجو أن تهتم بولدي وتدافع عنه ويكون سعيدًا مثلهُ مثلَ بقية الصغار ولا تهمله وأنتَ وعدتني بأنك ستشتري له الدراجة.. زهير هل تحبه بحق فإنه يسمعك ويحفظ وعودك إذا نسيت أنا سيتذكر ابنك؟.
نظر زهير إلى وجه زهراء باستغراب من تكرار سؤالها وقال سؤالكِ متكرر وغريب أراك تكررينه كثيرًا!!.
هل تشكِين بي؟.
هل رأيت مني ما يدل على أني سأظلمه أو سأقصر في حقه؟ أو سأقسو عليه.
لا ليس قصدي لقد فهمتني خطأ لا تذهب بعيدا في تفكيرك أراك تعصبت!.. أنا خائفة عليه من الحياة ومن الظروف الصعبة وخائفة ألا تهتم به! فأوصيك به هل تغضب من كلامي؟.
لا لكني أجدك تكررين باستمرار، اهتم به اهتم به، وهل سأرميه في الشارع؟
هذا ولدي أضمه في قلبي وسأهتم به وأربيه ولو جاء معه من الإخوة عشرة لرأيت كيف أربيهم وأساوي بينهم، أليس أنت أمهم؟.
سامحني فقلبي هو الذي يقول لكَ إن كنتَ تحبني فأحببه وأهتم به.
إذا لم أهتم به أنا فستهتمين به أليس أنتِ أمه وهو اليوم في بطنك؟.
وأنت ما دورك؟.
أنا سأهتم بأمه لكي لا تغضب عليَّ.
ضحكت وقالت اسكت أراك تبالغ في حبك وأخاف منك تعكسه يوم يأتيك ولد.
أشار بأصبعهِ لزوجتهِ لا لا لا أرجوك لا تُكرر هذا الكلام ثانية فأنا سأُفرغ نفسي له وسأندر حياتي لتربيته وتعليمه وسأدلله.
تعدني يا زهير بأن تدلله؟.
وصلا إلى المستشفى وزهير يؤكد على زوجته أن تنزل بهدوء وألا تقف بالشمس خوفًا على ما في بطنها أن يتأثر بحرارة الشمسِ المنتصفة في كبد السماء.. وقفت زهراء أسفل الشجرة تستظل بظلها وتنتظر من زوجها إيقاف السيارة.
خضعت زهراء للفحص بالكمبيوتر وزهير مضطرب ينتظر ما يقوله الطبيب.. بشرني يا دكتور ما جنس الجنين؟.
نظر إليه الدكتور وقال: ماذا تتمنى؟.
قال أتمنى ولدا.
أجابه الدكتور لقد تحقق ما كنت تتمنى فزوجتك حامل بولد ووضعه سليم وحركته سليمة وصحته عال العال.
خرجا من غرفة الطبيب وزهير يكاد يطير من الأرض فرحًا ويردد في قلبه جاءني ما كنت أتمنى.
سألته زهراء فرحت يا زهير ببشارة الطبيب؟..
أ
أنا كنت أشعر بقدوم الولد وغدا نذهب إلى السوق لنشتري ملابسه فما بقي عليه الكثير.
زهراء أنا فرحت والذي تتمنينه يتحقق لو أردت شراء السوق سأشتريها.