ديوان "غضب البحر" وحي قديم جدد داخلي الحكاية المنسية
أعادني ديوان الشاعر عادل اللباد "غضب البحر" إلى حماستي لشعره إبان كنت أتلقف قصائده من الشارع من دون أن تربطني به أي علاقة شخصية.. كانت بعض قصائده التي ضمها الديوان تسير في داخلي، فتحرك شابا يافعا يريد أن يحقق طموحاته... أتذكر في تلك الأيام كيف كانت تلك القصائد تتناقلها الأيدي حتى تصلني، لم تكن شبكة الانترنت قد خلقت لدينا بعد، كان الناس يتناقلون مئات النسخ التي توزع مجانا...
في تلك الأثناء والأجواء كانت تلك القصائد أمثال قصيدة "مصادرة" التي وضعت في الصفحة 45 من الديوان، كان مطلعها شديد البأس في نفسي، حين قرأت مطلعها "نبي أنت أم بطل.. وهل بالغيب تتصل" انتابني شعور غير مسبوق في ذلك الوقت، فهذا الشاعر الي لم أكن قد تعرفت عليه عن قرب يهز ظمير هذا الشاب الطموح المتطلع إلى المواقف الحقيقية التي تصب في صالح الناس...
إن الديوان يأتي ليوثق مرحلة من مراحل الصراع بين طبقات غنية وفقيرة تارة، وسياسية تارة أخرى، دوّن الشاعر فيه تلك المرحلة وجمعها بين دفتي كتاب، وأشار الشاعر في مقدمة الديوان، إذ قال: "إن هذه القصائد تخفي بين جوانحها حمم ذكرى، وشرف موقف، ووهج عواطف تستكين حينا وتتأجج عمرا...
إن الشاعر وثق ما حصل للرامس وبحره، وخصص مجموعة من القصائد التي كتبت آنذاك في ما عرف محليا بـ"قضية الرامس"، وقال في قصيدة "بحر الرامس.. حكاية حب" (ص13): "ودعي البحر يا طيور النوارس.. واقرئي "الحمد" فوق قبر الأشاوس.. واسكبي دمعة المآتم نعشا.. نبويّا يطوف بين المجالس". ويواصل اللباد التحليق في قصيدة لفتت نظر المجتمع وقتها لما يحصل للبحر، إذ كتبت في 1423، ويصل في خطابه للبحر، فيقول: "سيدي البحر إن كل صلاة.. بين كفيك مسجد وكنائس".
إن ديوان "غضب البحر" يعيد ذكريات كادت أن تختفي من أدمغتنا نحن الذين عشنا وانخرط بعضنا في بعض المفاصل التي أنتجت نصوصا جميلة تبعث في النفوس الكثير من الأمل.... شكرا عادل.. شكرا يا صديقي الذي كم استفدت منه شعرا وأدبا.. شكرا لك على كل بيت استمتعت بقراءته في ديوانك...