نسك على باب الحوائج
أغرق جفون الأمسيات كما تشهتك الرؤى محزونة يا زمزم
فحطيمك المنفي في عمق الصبابة مهجة حمراء تهرق وجدها بالروح
وعليك كم تبني لحظها شرفة علوية وعليك كم تتألم
ومساؤك المنقوط يقتطر المسافات الوجيعة شهقة محنية ويداك مشرقتان تسكب للأماني ما تخط وترسم
مذ كنت تبتذر المسافات النفيسة جنة كان الهوى المشحون يعشب دربنا شمسا وكل جهاتنا رسما
لكل حقيقة للحب والطهر الشفيف تترجم
يا رعشة الموت المقلب في عيون سكوننا ..منحاك بعض مدامع مطحونة
ما هاجرت لسواك مذ زجّ اللظى أنفاسها وجمار قلبك تضرم
وحقيقة الوجع المدور بيننا جسّت هنا آلآلام من منبع العمر المذيب شغافنا اللاتي يشاغبها المنون
فتكسرت ظلا على ورق النحيب بنكهة السكر الممزق حيث تنتصر الشجون وتهزم
وصراطك المنقوش بالغيب المضمخ بالرؤى بمعابر كالأمهات تلدن من أرحامها مهج الفضيلة
يا سيد البوح وكل خلية منك احتفاء للحقوق ينتابنا بما يسر ويلهم
وطن من الحب الكبير بسلالة العظماء أنت تمرّ عبر قصائد الزمن الحزين فينشي بالنور عبر مشاهد الفجر المحلق بالضيا تتقدم
أتراك تغمض من سني صلاتك الحبّ الطهور مجنحا ولنا بهمسك قامة من لون رائحة الحياة بما تمدّ وتسهم
يا أيها الوتر الذي رقت قراه وأنجدت من غيث زمزمه الدروب
كم من جداول أمنيات الكون قد كنت الموحّد أفقها فتذللت ولهى المسائل في يديك بشائرا وتسلم
باب الحوائج هذه طرق الصبابة في هواك تلز موج حنيننا
فنلامس الطين المعذب في هواك فقلوبنا مسكونة بالنار والماء المراق يدمدم
باب الحوائج ما لها سكك السنين تديرنا للموت الوجوه في حين تطبع روحنا حرقا
و كل ضفاف النافلات يسومها وجع الطريق بما يضمّ ويسلم
ما أنت والقيد الحزين سوى اشتعال حقيقة في عمر "يوسف" حين أوقد ليله
والسجن في عينيه مهد عبادة بيضاء تورقها الرؤى وتفهّم
يا صاحب السجن المطرز بالصلاة هذي سنابلك المجدة للسماء ما زال ينقشها على الوحي الملائك
وتزفها للعرش نورا أنجم
موت بحجم جنائن الله استقتك لظلّها فيئا يبرد للغليل بمسامع النجوى
ويفتح نبضة الذكر مدادا ينتمي لله ليحيل كل ظلامة سقف انتصار يبسم
يا كاظم الغيض وكم كانت تراودك النفوس لضفة مدّت قسيّ دروبها جسرا
لكنه الجسر المعذب بالزناجيل مازال يشنق حامليه متحملا جور البغاة ,
وأراك رغم قيودك العسرات تغسل حامليه للحلم حيث جراحهم على الجسور تقدم
تسقيهموا مهج الردى ..وهنا ارتخت بغداد.. تحت قبابك الورقات تستطعم الأنوار عند بريقها
وتشب في الماء الفرات ودجلة بحرائق الوجع المعطر بالدمى
فهناك حقل للشهادة يانع القسمات يزكو وغيمة ملء السماء للحب يقطر فيضها ويبلسم
هذي صحيفة روحك الخضراء يا بغداد تستلم الدنا قدرا يلمّ مآذن الحب المنضدد بالمنى
وزجاجة الغيب الممزق في سلال الحزن في القدر السنين يرتل المعنى على خلجاته
في خفقة الموت الجريحة كلما لبست مدامع شوقها لحرارة الذكرى ...
واعتصرت قواك بمدية السّم المقيت يد تطلّ بغيّها وتسمم
ظمأ الفراق أن لا ترى الا ظلامة عبرة عبر الحياة بما تحير وتبهم
وسماك في لغة السماء كلجة البحر العميق تدنو بساق العرش قرآنا على ليل السراة تضيء كونا يظلم
يا ليتهم عرفوك أيّ حقيقة قد كنت غيّب دورها ..يا صاحب السجن الطويل أو ما عرفت بأن سجنك معتم
يا أيها السجن المنقّط بالظنون وبالظلام عن أي شيء تحجب الشمس و حرية الافهام تلك عقيدة بالحق لا تتصرم
فلكل فرعون... لموسى آية كبرى تجليه الحقيقة ما يغبّ الظالمون ويقحموا
هذا الطريق "الموسوي" الى العلا وطن
فل تخلعوا عنكم رداء الذلّ فلكم بكل طريقة غصن انتماء للحقوق يتمم
ودعوا فراعين العصور.. وما تبني "الشائك السندي" من "هارونه"
يشدوا بزيف الدرب ....فأين سرّاق الحياة وأين ما ملكوا ...وما يتوهموا
ومداك يبقى رغم كل صبابة ذرفتْ يهدهدها رثاك بزجاجة الشعر الكسيرة حين يورقها فم..
مازال قلب العشق يرسم أنهرا ثكلى برزءك يحتمي بنياطه الدم العبيط ويقسم
باب الحوائح هذه نفثات صدر موجع بعزائه فاقبل قليلا من هواك قد ظلّ حزنك يلزم ...