عرش الحقيقة كالحسين
"حين يفرد الطفّ جناحيهِ على الوقت تدنوة الغيوم الممتلة بالحزن لتمطر كل الآهات المحترقة على صعيدك الأبدي نادبة واحسيناه"
اقرأ للكاتب أيضاً
اقرأ أيضاً
| الطفّ طوفانٌ وروحُ جَنانِ والطفّ رُكنٌ سادسٌ متفردٌ والطفُّ أولُ فكرةٍ روحيةٍ والطفُّ مفردةٌ بطعمِ فَجيْعةٍ فأسكبْ جَنانكَ جُملةً مَجروحَة واعتقْ بمُهجتكَ اليّرَاعَ مُحمّلاً وخذْ الحُسينَ قصِيدَةٌ مَعصُوبَة فعلًى سَناهُ تحُطّ نَافلةِ الأسَى وكأنّ جُرحُهُ من سَنابلِ غُربَةٍ أقسمتُ بالطفِّ الذيْ في تربهِ إنَّ الحسينَ أضاءَ كلّ حَقيقةٍ فإن ارْتقى جُرحَ المجرَّة لمْ يكنْ فحسينُ أولُ شاعرٍ نسَجَ الهَوى وحسينُ أولُ عَازفٍ بجراحِه وحسينُ أكبرُ مُبدِعٌ صَنعَ الإبَا وحسينُ أمّا حِكايةٌ قُدسِيّةٌ لمْ أدرِ مَا كُنهَ الحُسينِ لكنّه ألقىْ بهَا فَوقَ الحَقيقةِ فاعْتلى ومَشىْ على الخفقاتِ من آمَالِهِ يَا للفوَانيسِ التّي جَرّبْتها ذهَبتْ وظلّ مَنارُه في اضْلُعِي وَطَنٌ إذا افترَعَ السّماء بجُرحِه وسَما وَغَاديةُ الخّطوبِ خَريْطةُ "إيهٍ حسين" وَما اسْتَعاركَ ثائرٌ لطريقهِ يا ثورةَ الوَطنِ الجَريحِ إذا اشْتَكى كنتَ الضَّمَادَ لجرحهِ وهلْ اشْتكى مَا أنتَ إلا لحظةٌ عُذريّة يا للظمَى في جَانبيك مُهرْولٌ أم إنّهُ نهرُ الفُراتِ مَعينُه وبضفتيكَ تؤمّ كلّ خليةٍ كانتْ تَحسّ برَاحتيهِ أَبويّةُ ولهُ تَحنُّ السَارباتُ من النَدى يا للحُسينِ وقدْ فدىَ بنجُومِه وسقىْ البَسِيطةَ أقمُراً وكَواكباً يا وَاحداً منحَ البَقاءَ رَحيلُهُ الآنَ تتسِقُ الحَياةُ بكرْبلا الآنَ تتْحِدُ الجُراحُ بمَتنِها الآنَ ينتفضُ الضَّريحُ بطفلهِ إيهٍ حسيناً حينَ يشرحُني اللّظى تمتارُ في قلبيْ انحناءَةُ نبضَتِي وأنا أنادِي أيُ حزنٍ خَالدٍ مذْ كنتَ تُزجيني بصَاعِ صُمُودهِ كانتْ تُذاكِرُني المَنَائِرُ دمْعةً يا نغمةً للطفّ لمّا افرغَتْ ذكراكِ أوْدية السّماءِ بمُقلتي وتنَاسلَ الوَجعُ المُذابُ بأضْلعِي مازالَ يعْصُرني الصّدى مِن قسْوة فأحِيرُ في غضبِ الظّلام وسِربِه يا للطفوفِ وأيّ سيفٍ أرْعَنٍ يا للطفوفِ إذا الرّماحُ تجَشّمت من أينَ ليْ بقريحَةٍ مشْحُونةٍ أأغني هَذا الشعرَ بين صَبَابتي أمْ أسقطُ الهَمسَاتِ من قامُوسِها لمْ يتسعْ مَعنى هُناك بمعْجَمي نَفسِي باسْمكَ يا حُسينُ قلعْتُه وكتمتُ صوتاً شاحباً في خلسةٍ ما زالَ في الطفِّ الجَريحةِ مُتعَبٌ ما زالَ في الطفّ الجَريْحَة زَيْنبٌ مازالَ للطفلِ الرّضِيعِ وِسَادَة فخُذوا الخِيامَ المُحْرقاتِ مَدائِناً فغَداً يَلمّ الجُرحَ قَلبُ كِلَيْهِمَا |
فهلْ انتميتَ لطبْعهِ الإنساني في سنةِ الأحزانِ والحرْمانِ تجتازُ وعيَ الذاتِ للإيمانِ في مِعْجمِ الأرزاءِ والأكوَان بينِ المَعانيْ في لِسَانِ بيَان ظهرَ القصَيدةِ شُرْفةَ العِرفَانِ نقَشَتْ بقلبِ الغيبِ غَيْباً ثَاني فيَصُوغَها وجَعاً على اللّمَعَان للدِينِ قدْ نَبَتَتْ على الأدْيَان انسَكبتْ هناكَ حَقائقُ الأزمَان كيْمَا يُعلّقُها على البُّرهَان إلا الضَّميرَ بقمّةِ الخَفقان لُغةً مُحرَّرةً إلى الوجْدان نَزْفَ اليَقينِ بلحْظةِ اطمِئنان بدمَائِهِ ويقينهِ الربّاني أو سُدرَةٌ في مُنتَهى الذّوَبَان كَلِماتُ نورٍ في فَمِ الرَّحمَن هامَ الخَليقةِ في دِمَى قُربَان حَتى ارتوَى أملاً بهِ شُرْيَاني في دَاخِلي بتَمَائِم التّبيَان نهَمَاً يُساورُني انتمَاءِ جَنَان غنّاه جبْرائيلُ للأوْطَان البَشَريَّةِ الثكْلى عَلى الحِرمَان إلا تَحرّرَ منْ لظَى العقبَان عُضوٌ لهُ في الأرضِ بالخذْلانِ وَطنٌ إليكَ على افْتقادِ أمَان جائتْ توزّعُ ثورَةَ الأغْصَانِ أترىْ تنَاسى قلبَكَ الحَرّان رَحبٌ يفورُ بصَدرِكَ الرَّيّان نهريةٍ بطبيعةِ الجَرَيان المَاءِ كَعشقِ الوَالهِ الظمْآن وتذوبُ فيهِ نسَائمُ الودْيان الأرضَ الكئيبةَ في سُموِّ كَيان كيْ يَستقيمَ الحبُ والشَفقان بأشدّ جُرحٍ نَازفٍ فَتّانِ خَلفَ العَذابِ بروعَةِ الهَذيَان وتثورُ مُتعبَةٌ من الغَليَان المّغدورِ في مُهجٍ من القمْطان بعُروجِهِ في نحرِكَ النّورَاني يا سيديْ حتى اعْتلالِ جَنَاني أتلعْتُه فيْ لوحَة النّيرَان كأساً مُعتّقةً من الأحْزان مَسْفُوحةً بغريزةِ النسيَان رئتايَ كُنتِ خُلاصَةَ الأشْجَان صَبت لواعِجَها من الأجْفان يَمتَصُّ كُلَّ حَرائقِ الشّطآن السّيفِ المُضللِ في يَدِ الطوفَان في دَورَةِ الغَثيَانِ والطغْيَان قطعَ إتصَالَ الوَحيِ بالقرْآن حَمْلَ الضّياءِ لغربةِ الجّثمَان بشعُورِها من عقدةٍ للسَاني يَا أيّها المنْحُوت في قضْبَاني كي يَستَجِيرَ الحُزنُ بالأوْزَان كيْ أنقشَ الطّعناتِ بالغُفرَان في مَصْرعِ التَنزْيلِ والتبيَآن أخفيتُها عنْ نَظرةِ الصَيوَان يبكيْ كنائِحَةٍ بصَوتِ أذَانِ تنعَى الحُسَينَ بقلبِها الوَلهَان مُحشُوَّةً بأمُومَةِ التِّحنَان للغَيبِ فيْ قَدَرٍ منْ الأشْجَان مُتزمّلينَ إلى خُلودٍ ثَانِي |
