شبّيحة السياسة والخط الولائي
أهمية العقيدة
لاشك أن العقيدة هي بمثابة الروح من الجسد عند كل إنسان، إذ لا تُقبل عبادة الإنسان إلا باعتناقه عقيدة تكون الحبل بينه وبين الله ويعتقد أنها تُنجيه وتسعده ، فعلى مر العصور ناضل الإنسان من أجل عقيدته وإن وصل الأمر إلى بذله النفس والدم من أجل ما يعتقد، لذلك فقط وفقط كانت العقيدة خط أحمر غير قابل للمساومة..
هل هناك صراع؟
في ظل النوافذ المفتوحة في عصرنا هذا بوجود الشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام أصبحت المعارك مفتوحة على كل الجهات،ولا يخفى على الجميع الحراك القوي الذي نشهده بالتجاذب القوي بين المتمسكين بعقيدتهم ولنطلق عليهم (الخط الولائي) وبين من يصح لنا تسميتهم (دعاة الإسلام السياسي) ، النقطة ليست باختلاف وجهات النظر! انما ثمة هناك أمر خطير، فالتيار الحداثي السياسي في مجتمعنا على الأخص يتدخل في معتقدات الناس بشكل نعتقد أنه يخدم مصالحهم فقط! وهنا مربط الفرس! باعتقادي أن العقائد والشعائر لا تقبل التسييس تحت أي بند، وإلا لما ضحت الناس بأرواحهم ودمائهم من أجل ما تعتقد! نقطة تحت السطر أيضآ، الكثير من الساسة الإسلاميين يتبنون مبدأ التخصص! فأين هم من تخصص العقيدة وتنقيحها! هل درسوها وعرفوا خفاياها أم عليهم بالظاهر والأهواء! ألم يعلموا أن دين الله لا يُقاس بالعقول، وأن أول من قاس هو إبليس!
العقيدة والوسطية بين التنقيح والتشبيح!
اذا سلّمنا الأمر بضرورة تنقيح العقيدة وهذا أمر جيد فما دخل التنقيح بالتشهير وابراز العضلات في المنتديات والصحف مع ضمان عدم مقدرة الآخر للرد الا عبر قنوات أخرى قد لا تكون بقوة الصحف وماشابه! نحن لا نستطيع هضم التدخلات السافرة لساسة يبحثون عن مصالح شخصية أو تيارية على حساب عقيدتنا أو شعائرنا. نحن نعتقد أن الخط الولائي يسير بنهج علمائي يستند على فتاوى واجتهادات متجددة أفنى علمائنا جُل أعمارهم لإثباتها للمخالفين ومن حق الناس أن تختار ، لكن ليس من حق آخرين التشكيك بنهجهم أو فيما يعتقدون بحجة التطوير! ففي كل التيارات يوجد الطبيب والعالم والمدرّس والمهندس فليس التطوير كما يراه البعض بالمظاهر فتلك نظرة قاصرة جداً ، نحن نرفض التشبّيح والتطبيل لأفكار يعتقد بها البعض على أنها منجاة وأنها تلم شمل الأمة في ظل التعدّي على الآخرين بالشتم والقذف والإستهزاء، الحقيقة أن الخط الولائي أيضاً لديهم رؤى وتطلعات للوحدة وللتعايش مع كل الناس في ظل التزامهم بعقيدة صريحة وشفّافة.