ويبقى الحسين(3): مجتمع الحسين.. مجتمع التضحية و الفداء
#ويبقى_الحسين، و تبقى القيّم التي أستشهد لها، و يبقى أنصاره و خدامه شعلة لايمكن أن ينساها المؤمنون.
في العام الماضي كان يحدثني أحد الأقرباء ممن نالوا شرف خدمة أهل البيت(عليهم السلام) و قام بتأسيس مضيف، كان يحدثني عن شغف و تفاني الشهيد السعيد خالد اللباد في المشاركة المتفانية في ذاك المضيف، و تأسيس مضيف آخر.
كان يخبرني عن ذاك الشغف في نيل وسام (خدمة الإمام الحسين)، كان يحدثني بأنه يخدم الناس و لايلتفت مرعوباً يمنة و يسرى خشية أن يأتي الجزار بسلاحه ليغتاله أو يخطفه من بين محبيه، كان مؤمناً انه في رعاية الحسين(عليه السلام).
أول سمة في المجتمع الإسلامي المفعم بروح الحسين ( عليه السلام ) هي ميله نحو التضحية والفداء ولذلك حفلت مسيرة التشيع بحكم قربها من الحسين وصلتها بابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بمواكب التضحية في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي عاشت قضية الحسين ، وأحيت ذكراه.
الشهيد خالد اللباد الذي كان مطارد و ملاحق بلا جرم و لاجريرة، كما كان سفير الحسين(عليه السلام) في الكوفة مسلم بن عقيل(عليه السلام)، و مع كل ذلك كان لايترك فرصة لنصرة الحسين و قضيته إلا و قد ساهم فيها.
يقول الإمام روح الله الموسوي الخميني: "مجالس العزاء والمواكب الحسينية والمأتم ، قد ربت شبابنا على الذهاب الى جبهات الحرب وطلب الشهادة والافتخار بها، حتى بات شبابنا يتألم اذا لم يوفق للشهادة وهذه المجالس ربت أمهاتنا على ان يضحين بأبنائهن وجعلتهن مستعدات لتقديم باقي أولادهن".
من كلمة الإمام الخميني نعرف كيف أن الطغاة يفتقرون للرؤية الصحيحة و السليمة تجاه الحسين و الحسينيون، هم ينظرون لمجالس العزاء و المواكب الحسينية كمواطن للندب و النحيب، و ينظرون للحسينيين كبكاة على التاريخ، و في الحقيقة أن هذه المواكب، و المجالس، و الشعائر تبقي هذا الشعب حيا ثائرا في أيام عاشوراء، وفي جميع الأيام.
و أنهم و إن قتلوا مسلم، فالتاريخ مازال يسطر أن للحسين(عليه السلام) مليارات الرجال التي ستقدم روحها فداء الحسين(عليه السلام) و قضيته الحقة في رفض الظلم و الطغيان.
مجالس العزاء و المواكب الحسينية، أولدت لنا أبطال سيسجلهم التاريخ مثل خالد اللباد و رفيقيه الشهيدين، و مثل الشهيد السيد علي الفلفل الذي سعى جاهداً لتوحيد المواكب الحسينية، و مثل الشهيد علي قريريص، و الشهيد مرسي الربح الذي لم ترهبه ظلمة الليل و وحدة المكان أن يواصل إحياء شعائره الدينية.
إنه الحسين يا سادة، الذي سيبقى غصة في حلق الظالمين، و مجالسه منبع الرساليين