الخلع
حين يتجول احدنا في اروقة المحاكم الشرعية لمدة بسيطة سيرى ويسمع ما يسد عين الشمس من القضايا والقصص والمآسي التي تقشعر منها الأبدان، وسيرى ثلة من النساء وقد حملن معهن الكثير من الجراح والآلام والحزن وكتبن على ورق الأيام ما كان الله به عليم.
تقول احدى النساء لقد ضاق صدري وهد الصبر ظهري من زوج لم يقدر الحياة الزوجية ولم يعرف حق الزوجة ولا يستطيع ان يتعامل مع امرأة لها قلب ومشاعر، فهو عديم الإحساس كثير المشاكل سيئ الطباع خشن التعامل بذئ الألفاظ، فلم يكن لي من حل سوى التوجه الى قاعة المحكمة واخلعه.
يحق للزوجة ان تخلع زوجها في موارد مختلفة منها، كره الزوجة لزوجها بسبب منطقي وبحيث لا تستطيع البقاء معه، وعضل الزوج برفضه تطليق زوجته فيجعلها كالمعلقة لا يعاشرها بالمعروف ولا يطلقها فهنا تفتدي نفسها بدفع مهره اليه، المعاملة القاسية من الضرب والإهانة والتحقير فهنا يحق لها ان تخلعه، سلوك الزوج المنحرف من تعاطي المخدرات او العلاقات الآثمة.
الا أن بعض الأزواج يحاول ان يضغط على زوجته بإجبارها على التنازل عن حضانة الأطفال وهذا من الأمور المحرمة لأن لها الحق في حضانة اطفالها ويجب عليه النفقة عليهم، والبعض يبالغ في طلب ارجاع المستحقات الشخصية من هدايا وغيرها او يطالبها بمبالغ خيالية حتى يطلقها وهذا يدل على نقص في المروءة، والبعض يحاول ان ينال من زوجته بتشويه سمعتها او الاعتداء الجسدي عليها حتى تقبل به مجبرة.
ايها الزوج قبل ان تتصحر العلاقة الزوجية وتتحول الى ارض سبخة لا ينبت فيها من الحب شيء بادر بما تستطيع ولم شملك وزوجتك واصلح امورك معها حتى تعيش سعيداً، فالحياة الزوجية تبنى على الحب والتفاهم والاحترام والتقدير، عن الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن «الكاظم» اختضب، فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال: نعم، إن التهيئة مما يزيد عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة. ثم قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئه؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك «الوسائل ج14 «
وعن الامام الصادق: لا غنى بالزوج عن ثلاث أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة، ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن الخلق معها، واستعماله استماله قلبها بالهيئة الحسنه في عينها، وتوسعته عليها «البحار ج78»
ايتها الزوجة الخلع يجب ان يكون في اشياء منطقية وضرر حقيقي وليس في امور اقرب الى الطرفة او اللعب بالعلاقة الزوجية التي يجب ان تكون مقدسة ومحترمة، فهنالك في بعض الدول العربية من تخلع زوجها لأنه اصلع او لأنه يخاف من القطط او لأنه يخاف الظلام او لأنه لم يجلب لها هدية في عيد ميلادها، «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»