ساحات العبث
من الصور الرائعة التي تبعث السرور على النفس ان ترى قوافل الشباب تغدوا وتروح زرافات ووحدانا لساحات العلم والمعرفة، تسعى لطلب العلم والبحث والابتكار من اجل رفاهية الانسان بينما تقوم فئة أخرى بالعمل والبناء، وفي الجهة المضادة لها تجد فئة اخرى تتقاذفها امواج الفراغ في بحار التيه والظلمة، فتحرق زهرة شبابها في ذلك الفراغ البائس الموصل للهلاك دون هدف او قضية.
يسقط عشرات القتلى في شوارعنا كل عام بسبب ممارسة هواية التفحيط بالسيارات والتي يمارسها الشباب دون وعي لعواقبها فكم من شاب فقد حياته او خسر بعضاً من اطرافه لا لهدف نبيل وإنما لهوايات بائسة ومريضة، وربما يقول قائل ان له منافع منها تفريغ الشحنات لدى الشباب او تضييع الوقت او التسلية او تعلم المهارة لكن ايجابياتها في النهاية لا تساوي سلبياتها المدمرة.
هنالك الكثير من الأسباب التي تؤدي لانتشار ظاهرة التفحيط ومن أهمها:
· العلاقات الشاذة بين بعض الشباب
· لفت الانتباه حب الظهور والشهرة، فهنالك من يريد ان يلفت انتباه الناس حوله بأنه ماهر او فنان كما يعتقد بهذه الطريقة.
· حالة الفراغ التي يعيشها الكثير من الشباب حيث لا يجد له عملاً او مكان يفرغ فيها طاقاته وهواياته فيلجا للتفحيط.
· التقليد الأعمى لرفقاء السوء فالكثير من الشباب لديه حالة من التقليد الأعمى للشباب دون وعي بعواقب الأمور.
· حب التنافس واستعراض الامكانات التي يتمتع بها الشخص او سيارته.
· ضعف الرقابة الاسرية، فعدم مراقبة الأسرة تجعل البعض يعجب بالمفحطين وينجر لأفعالهم دون وعي.
· وسائل التواصل الاجتماعي او مواقع الانترنت وحتى الألعاب الالكترونية تشجع على ممارسة التفحيط.
· حالة الغنى والترف لدى بعض العوائل تجعل العائلة مشغولة عن ابنها وتجعل الشاب لديه من الإمكانات ما يشجعه على التفحيط مع الشباب.
هنالك الكثير من النتائج السلبية للتفحيط على الفرد والمجتمع أهمها:
· قتل النفس، فكثير ما تزهق الانفس بسبب تلك الهواية المميتة فالمفحط يغامر بحياته وبحياة المرافقين له وحتى الجماهير التي تتفرج على التفحيط.
· اتلاف الممتلكات، كثيراً ما يؤدي التفحيط الى خسائر مادية في سيارة المفحط وكذلك للسيارات المتواجدة في الموقع.
· ارتكاب الجرائم السرقة والشذوذ وحتى المخدرات لأن المفحط يحتاج الى المال حتى يتمكن من صيانة السيارة وشراء مستلزماتها حتى لا يتوقف عن هوايته.
· التسبب بالاختناقات وتعطيل الحركة المرورية في الشوارع التي تقام فيها ممارسة التفحيط.
الحلول الواجب اتخاذها للتصدي للظاهرة التفحيط.
· رفع الوعي الديني لدى الشباب.
· مراقبة اولياء الأمور لأولادهم.
· عدم تسليم السيارة للشاب إلا حين التأكد من سلامة سلوكه ومراقبته بشكل دائم.
· التشديد في العقوبة القانونية على المفحطين.
· مساهمة المدارس ووسائل الاعلام الرسمية في توعية الشباب بمخاطر التفحيط.
· أن كان لا بد من التفحيط في بعض المجتمعات فالمقترح ان تخصص لهم ساحات بعيدة عن المدن فيها من الإجراءات السلامة ما يكفي لحماية المفحطين والمتفرجين.