الطلاق العاطفي
خلف الأبواب المغلقة تقبع حكايات واسراراً وآلام ومآسي وإن كان ظاهرها حياة جميلة ومستقرة، فالطلاق العاطفي يحدث بين الزوجين بعد فترة من الزواج قد تطول وقد تقصر بناء على نوع وحجم الأسباب التي تؤدي لذلك الطلاق، فالزوجان يعيشان معاً تحت سقف واحد ولكنهما في الحقيقة مطلقان وإن لم يكن على ذلك الطلاق أي وثيقة أو شهود، ويرتدي بعض الأزواج قناعاً زائفاً عندما يتواجد في وسط اجتماعي ليظهر للآخرين بأنه يعيش حياة سعيدة ومستقرة لكنه في الحقيقة يعيش التعاسة الزوجية.
ففي مرحلة الطلاق العاطفي تنتهي مظاهر الحب والشوق وتموت المشاعر التي كانت تتوقد بين الزوجين وتنعدم الرغبة في النوم معاً او حتى المعاشرة الزوجية، وربما يكون المشترك الوحيد بينهما هو الجلوس على سفرة الطعام او الأولاد، وتكمن المشكلة عندما يحاول احدهما أو كلاهما البحث عن وسائل اخرى للتواصل والترفيه وقد يؤدي للانجرار نحو العلاقة المحرمة او الخيانة الزوجية وذلك لسد الثغرة في الرغبات العاطفية والجنسية المكبوتة.
ومن علامات الطلاق العاطفي، عزلة الزوجين وعدم التعبير عن مشاعرهما لبعضهما البعض، وكثرة الخلافات الزوجية، والحديث القليل بينهما أو بطريقة رسمية وباردة، والغضب عند النقاش لأتف الاسباب وكلها نتيجة للتصحر في العلاقة وافتقاد فن التعامل مع الآخر، والطلاق العاطفي له تأثير سلبي على الزوجين والأطفال اكبر من الطلاق الحقيقي لأن الأطفال يشاهدون الأم والأب في بيت واحد لا يتبادلون أي نوع من انواع المشاعر الدافئة مما يعرضهم للحزن والاكتئاب واختلال المشاعر التي تنتج انحراف في سن المراهقة ويصيبهم بمضاعفات سلبية بسبب احتباس المشاعر والعواطف بين الأبوين.
اسباب الطلاق العاطفي:
** فن التعامل بين الزوجين وادراك كلاً منهما نفسية شريكه وكيف يتعامل معه وخاصة وقت الأزمات.
** نظرة الزوجين لبعضهما البعض، فهنالك من يرى بأن الشريك وجد لتحقيق رغباته وتطلعاته فقط دون ان يكون بينهما تبادل للعطاء.
** عدم فهم الصفات الشخصية لكليهما ومعرفة ما يريد وما يكره وخطوطه الحمراء!!
** عدم الاحترام المتبادل بين الزوجين وخاصة للعادات والتقاليد، وعدم الحفاظ على الخصوصية وافشاء الاسرار في العلاقة الزوجية.
** الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك، واتس آب، تويتر، سناب شات...»
** الانشغال بهموم المعيشة وتلبية حاجات العائلة.
** الاضطرابات الشخصية الوسواس القلق التوتر الغضب.
** الخيانة الزوجية.
** فشل التجربة السابقة لعلاقة «حب، زواج، خطوبة»
** الفروقات المختلفة «العمر، المستوى الاجتماعي، المستوى الثقافي، المستوى التعليمي»
** انشغالات أحد الزوجين بالعمل خارج البيت لفترات طويلة.
** اخفاء احد الزوجين معلومات هامة وحساسة عن الآخر قبل الزواج «مرض، علاقة».
** عدم اشباع الرغبات الجنسية لكلا الزوجين، وإهمال المظهر الخارجي أو النظافة الشخصية.
مبررات الطلاق العاطفي:
** الرغبة في بقاء الأولاد مع الأم والأب تحت سقف واحد.
** الاسباب العائلية والاجتماعية، رفض العائلة فكرة الطلاق.
** ان يكون بين الزوجين رابط اقتصادي واحد الشراكة في مؤسسة او في بناء بيت واحد.
** بعض الاسباب الدينية للمسيحيين على وجه الخصوص وللمسلمين حيث كراهة التطليق.
** الخوف من المجهول وعدم قدرة كلاً الطرفين البدء من جديد في الانطلاقة بتجربة جديده وخاصة للنساء.
كيف نمنع الطلاق العاطفي:
** معرفة الزوجين نفسية بعضهما البعض والتعبير بصدق عن مشاعرهما.
** الاحترام المتبادل بينهما.
** قيام الحياة الزوجية على الشراكة والمحبة والمودة بينهما.
** استيعاب المشاكل الزوجية والنظر لها على انها امر طبيعي لا بد من استيعابها والعمل على حلها.
** تهادوا تحابوا الهدية لها اثر كبير في خلق جو جميل بين الزوجين.
ربما يرى الناجحين في علاقاتهم الزوجية ان الحياة الزوجية مثل البحر فيها من المد والجذر ويرى آخرين بأنها مثل القهوة حلاوتها في مرارتها، لكنها بالتأكيد تصبح جميلة عندما نتعامل معها بواقعية وبتفهم للآخر وقبل كل ذلك تنجح علاقاتنا اذا كنا نلتمس فيها وجه الله، فيكون العطاء احتساب لثوابه سبحانه.